"بداية سيئة وإشارة صريحة لانحياز سافر ضد القضية الفلسطينية".. هكذا وصف محللون وخبراء قرار الإدارة الأمريكية الجديدة مقاطعة مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية (ديربان 2) والمقرر عقده في سويسرا شهر أبريل المقبل.
واعتبر الخبراء أن قرار الولايات المتحدة مقاطعة المؤتمر، بزعم أن نص الوثيقة النهائية للمؤتمر لا يتفق مع السياسة الأمريكية، امتدادٌ طبيعيٌّ للتحالف الصهيوأمريكي، بصرف النظر عن شخص الرئيس الأمريكي، أوباما كان أو غيره.
وكان الوفدان الأمريكي والصهيوني قد انسحبا من أول مؤتمر لمناهضة العنصرية؛ الذي انعقد في ديربان بجنوب إفريقيا عام 2001م، وأُطلق عليه (ديربان 1)؛ بسبب ما سمياه باللغة المعادية للكيان الصهيوني؛ بعد أن قدمت الدول العربية مشروع قرار يَعتبر الصهيونية حركةً عنصريةً.
وخلال ذلك المؤتمر وجَّه المتحدثون انتقاداتٍ شديدةً للممارسات الصهيونية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ووصفوا الكيان بأنه نظام فصل عنصري يرتكب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وأن حركته حركة عنصرية، كما وصف المؤتمر الاحتلال الصهيوني بأنه تطهير عرقي.
الولايات المتحدة لم تكتفِ بمقاطعة المؤتمر فقط، بل تسعى حاليًّا- بحسب مصادر أمريكية- إلى إحباط توصيات المؤتمر من خلال الضغط على منظمات حقوق الإنسان التي تتلقَّى معوناتٍ أمريكيةً، لا سيما مع تحركات منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الإنسان مع المنظمات الدولية في المؤتمر، والذي ستشارك فيه الجامعة العربية بوفد برئاسة الأمين العام للجامعة عمرو موسى لإعداد ملفات حول جرائم الكيان الصهيوني ضد الإنسانية التي ارتكبتها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة للعمل على استصدار توصية من المؤتمر؛ باعتبار ممارسات الكيان جرائم تستحق العقاب والمطالبة بمحاكمة مرتكبيها أمام محاكم دولية خاصة بمجرمي الحرب، بالإضافة إلى التنسيق أيضًا مع عدد من الجمعيات اليهودية (غير الصهيونية)، والتي اتخذت مواقف عنيفة ضد جرائم الحرب الصهيونية لكسب أكبر تأييد عالمي ممكن ضد الممارسات الصهيوأمريكية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق