أحمد السقا.. عاشق "الأكشن" يبزغ نجماً

أحمد السقا.. عاشق "الأكشن" يبزغ نجماً
يرفض الاستعانة بأي  دوبلير  في المشاهد الصعبة.

يرفض الاستعانة بأي "دوبلير" في المشاهد الصعبة.

ها هو أحمد السقا يعود إلى حلبة السباق في الموسم الصيفي الجديد بفيلم "إبراهيم الأبيض"، بعدما غاب عنه لموسمين متتاليين، ليؤكد لموقع mbc.net أن داء الغرور لم ولن يصيبه، برغم وصوله إلى البطولة المطلقة، في زمن قياسي، مقارنة بغيره، وتحقيق أفلامه لإيرادات كبيرة، مشيرا إلى أنه لا يزال يعتبر نفسه في بداية الطريق.

السقا كان قد قدم فيلم "الجزيرة" في موسم عيد الأضحى، بينما كان الفيلم الجديد "إبراهيم الأبيض" أحد الأحلام الفنية المؤجلة له، إذ كان مقررا تقديمه قبل أكثر من عشرة أعوام، لكنه تأجل لاعتبارات كثيرة سواء إنتاجية أو فنية، بينما اعتبر النقاد عدم تعاطف الجمهور مع "إبراهيم الأبيض" في نهاية الفيلم نجاحا بالنسبة إليه، على اعتبار أن الفيلم ينبذ العنف والبلطجة، ولا يتعاطف أو يدعو لهما.

ثبات وثقة

بخطوات ثابتة سار السقا الموهوب نحو النجومية، وعبر سنوات قليلة انتقل إلى البطولة المطلقة، بعدما تمرس على الأدوار الصغيرة في عدد من الأعمال الفنية، وفي الوقت الذي اتخذ فيه أبناء جيله الكوميديا طريقا لهم على اعتبار أنه الطريق الأقصر للنجومية في المرحلة الحالية، سار هو في طريق مغاير هو طريق "الأكشن" والإثارة والتراجيديا والمغامرات، وبرغم تميز أدائه في غالبية أعماله، فإن فيلم "الجزيرة" كان بمثابة علامة فارقة في مشواره الفني، إذ انتقل من خلال دوره فيه من أدوار الشاب الشقي إلى شخصية الرجل الناضج المسؤول عن تصرفاته وأفعاله، كما اتضح فيه اهتمامه بتفاصيل الشخصية التي يجسدها، إلى جانب الاستفادة من كيفية توظيف المقومات الجسمانية والشكلية لخدمة الشخصية، وهو ما تكرر في "إبراهيم الأبيض".

ويبدو أن السقا استفاد كثيرا من المخرجين الذين تعاون معهم، وينتمون إلى مدارس إخراجية مختلفة، سواء على صعيد السينما، ومنهم: سعيد حامد وعمرو وشريف عرفة وطارق العريان وأحمد صالح ومروان حامد، أو على مستوى التلفزيون، ومنهم: محمد فاضل، وأحمد صقر وجمال عبد الحميد والراحلان أحمد توفيق ويحيى العلمي.

ثقة الجمهور

لا يخفى السقا أنه لا يملك ملكة الكوميديا العالية التي يتميز بها هنيدي أو محمد سعد أو هاني رمزي أو أشرف عبد الباقي، وأنه يستطيع تقديم الكوميديا من خلال مواقف مكتوبة في السيناريو، مؤكدا أن سبب ابتعاده عن التلفزيون منذ فترة طويلة هو عدم عثوره على نص يجذبه، إلى جانب أنه لا يرغب في استهلاك نفسه في أعمال لا ترضي طموحه، وأمل جمهوره فيه.

في الوقت نفسه يحرص السقا -كما يؤكد لموقعmbc.net- على أن يستشير زملاء الدرب، ويتعلم من الكبار الذين لم يتوان عن التعاون معهم كلما سنحت الفرصة، مرجعا نجاح أفلامه إلى الثقة التي تربطه بجمهوره، خصوصا أنه يحترم عقليته، ومن ثم يقابل هذا الاحترام بآخر متبادل، وأن هذه الثقة هي ما تجعله يرفض بشكل نهائي الاستعانة بأي "دوبلير" في المشاهد الصعبة التي يحرص على أدائها بنفسه برغم صعوبتها البالغة.

أدوار صغيرة

جذب السقا الانتباه إلى موهبته في أدواره الصغيرة التي شارك فيها على خشبة المسرح، ومنها مسرحيات "خد لك قالب" و"غلط في غلط" و"النهارده آخر جنان" و"فيما يبدو سرقوا عبدو" إلى جانب أفلام "ليلة ساخنة" مع نور الشريف، و"هدى ومعالي الوزير" مع نبيلة عبيد، و"المراكبي" مع صلاح السعدني، ومسلسل "النوة" من تأليف أسامة أنور عكاشة الذي كان أول من تنبأ بنجومية السقا.

بعد ذلك السقا شارك مع عدد من أبناء جيله منهم: محمد هنيدي وأحمد آدم في مسلسل "ع الأصل دور" من تأليف منى الصاوي وإخراج محمد أباظة، وبرغم أن الجمهور لا يتذكر دوره في هذا العمل الذي يبدو أنه سقط سهوا، إلا أنه أهله للمشاركة لاحقا بأدوار أكثر تأثيرًا في أعمال أخرى، ومنها: مسلسل "نصف ربيع الآخر" أمام يحيى الفخراني وإلهام شاهين، و"من الذي لا يحب فاطمة" أمام أحمد عبد العزيز وشيرين سيف النصر، و" هارمونيكا" أمام محمود عبد العزيز، و"صعيدي في الجامعة الأمريكية" الذي كان فاتحة خير على جميع من شارك فيه، إذ اقتسم بعده مع هنيدي بطولة فيلم "همام في أمستردام"، كما شارك في بطولة الجزء الأول من مسلسل "زيزينيا" أمام يحيى الفخراني، وشارك أيضًا خلال تلك الفترة في بطولة ثلاث مسرحيات مع عدد من أبناء جيله هي: "عفروتو" و"ألابندا" و"كدة أوكيه"، قبل أن تستقر البطولة المطلقة على عتبة بابه، ويعتلي اسمه أفيشات الأفلام بداية من "شورت وفانلة وكاب" مع شريف منير واللبنانية نور، ومرورا بـ"أفريكانو" و"مافيا" مع منى زكي، و"تيتو" مع حنان ترك، و"حرب أطاليا" مع نيللي كريم وخالد صالح و"عن العشق والهوى" و"تيمور وشفيقة " مع منى زكي و"الجزيرة" مع هند صبري وانتهاء بـ "إبراهيم الأبيض" و"الديلر" الذي لا يزال قيد التصوير.

وراثة.. ودراسة

وُلد أحمد السقا في 17 نوفمبر عام 1969 لأسرة فنية، فوالده هو المخرج المسرحي صلاح السقا الذي يُعد الأب الروحي لمسرح العرائس المصري، وجده لوالدته كان واحدًا من أشهر المطربين القدامى، وهو عبده السروجي صاحب الأغنية الشهيرة "غريب الدار"، وتأثر السقا كثيرا بوالده على المستويين الإنساني والفني، إذ أصر الأب على أن يعتمد على نفسه في بدايته الفنية، ونصحه بصقل موهبته بالدراسة، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية (قسم تمثيل وإخراج ) وكان الأول على دفعته بتقدير امتياز، ورفض فرصة التدريس والعمل كمعيد خوفا من أن تعيقه عن حبه لممارسة التمثيل، وكان عدد من النقاد أشار في بداية ظهوره إلى أنه يسير على درب أحمد رمزي، إلا أنه استطاع بمهارة الخروج من هذا الشرك الذي عانى منه بعض زملائه طويلا.

تزوج السقا من مها الصغير ابنة خبير تصفيف الشعر محمد الصغير في ذكرى يوم ميلاده عام 1999 بعدما تعرف إليها مع شقيقته "فاطمة" التي كانت تربطهما علاقة صداقة، وكانت تذهب معها لركوب الخيل، وأُعجب بها وتزوجها، وأنجبا ثلاثة أبناء هم "ياسين ونادية وحمزة"

شهامة.. وفروسية

يعشق السقا الخيل لدرجة جعلته يقتني مجموعة منها يقوم على رعايتها بنفسه، وتربطه بها علاقة حميمة، كما يعشق كرة القدم والسفر والرماية والجري على الشاطئ، وبعيدا عن الكاميرا يتصرف بعفوية وتلقائية وحب مع أصدقائه وزملائه، ولا يبخل في تقديم يد العون إليهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، دون أن يستعرض عضلاته الأخلاقية معهم، مثلما حدث في مرض طلعت زكريا الأخير. السقا حصل خلال مشواره الفني على كثير من الجوائز وشهادات التقدير كأفضل ممثل في عدد من المهرجانات الفنية، ومنها: القومي للسينما، والكاثوليكي، وجمعية الفيلم، وغيرها، إلى جانب الجوائز التي تعتمد على التصويت من خلال الإنترنت والمجلات والصحف.. فهل يعقد النجم الشاب -من خلال هذه الجوائز- علاقة لا تنقطع مع النجومية؟


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
//