تفاعل الجمهور السعودي بشكلٍ لافت مع المسرحية الكويتية "أشباح أبو علي"، التي بدأ عرضها على خشبة مسرح مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، ويقوم ببطولتها عبد الإمام عبد الله، خالد البريكي، جمال الردهان، محمد العجيمي وبو رزيقه، وتأليف عادل المسلم وإخراج أحمد دشتي.
وقد ردد نجوم المسرحية خلال العرض عبارات الحب والتقدير للشعب السعودي وتمنى الردهان التوفيق للمنتخب السعودي لكرة القدم وتأهله لكأس العالم، معتبرًا ذلك انتصارًا للكويتيين أيضًا، بحسب صحيفة الرياض 15 يونيو/حزيران.
وتروي المسرحية حكاية منزل مليء بالأشباح وتمارس فيه طقوس الشعوذة، في أجواء كوميدية ممتعة تألق فيها نجوم المسرحية، مقدمين رسالة هادفة تحذر من السحر والشعوذة، وتصور الخطورة التي تأتي من ورائها.
واستعان منتج المسرحية بمجموعة من الراقصين من الشباب السعوديين والذين شاركوا بتجسيد شخصيات الأشباح في رقصات إيمائية جميلة كانت متناسقة إلى حد كبير وذلك رغم قلة التدريبات التي حصلوا عليها.
وأعرب مؤلف المسرحية عادل المسلم عن سعادته بالاستعانة بهؤلاء الشباب الموهوبين، موضحًا أن مشاركتهم كانت ضرورية لصعوبة إحضار عشرين شابًا من الكويت للكلفة الإنتاجية العالية، وقال إن مدة البروفات القصيرة جعلتهم يلغون بعض لمسات الرعب المبهرة لعدم وجود الوقت الكافي لتدريب فريق الرقص.
وقبل انطلاق العرض قدّم الفنان خالد البريكي من خلف الكواليس تحيةً صوتيةً خاصة للجمهور معلنًا عن غياب الممثل "ولد الديرة" لأسباب طارئة.
أما الفنان محمد العجيمي الذي أدى دور "أبو علي" فقام بتكرار النكتة التي سبق وقدمها طارق العلي في مسرحية "حاميها حراميها" حيث قال مع بداية دخوله لخشبة المسرح موجهًا حديثه لأحد الجماهير "ليش ما تصفق مو كافي إنك داخل ببلاش الله يعز أمانة مدينة الرياض"، وهى العبارة التي سبق وطرحها طارق العلي وسبق وقدمها العجيمي أيضًا في مشاركته السابقة مع الفنان عبد العزيز المسلم.
وكان عادل المسلم قد حلّ المأزق الذي وقعت في المسرحية بغياب الممثل "ولد الديرة" حين قام بدور الملازم الذي كان من المفترض أن يقدمه الغائب ولد الديرة، وعاش الجمهور لحظات من الارتباك حيث اعتقدوا أن الممثل الذي أمامهم هو الفنان عبد العزيز المسلم وذلك قبل أن يدركوا أنه عادل شقيق عبد العزيز المسلم والذي يشبهه كثيرًا في الشكل ودرجة الصوت.
بدوره، قال الفنان خالد البريكي: أقدم دور شاب عاطل عن العمل يساعد أبوعلي الذي يقدم دوره الفنان محمد العجيمي على أعمال السحر والشعوذة وتخويف جميع من يرغب في استئجار المنزل الذي يعملون شعوذاتهم فيه، وأنا سعيد لأني أقف للمرة الثانية أمام جمهور الرياض بعد مشاركتي السابقة في مسرحية "حاميها حراميها" مع الفنان طارق العلي.
يذكر أن صنَّاع المسرحية الكويتية كانوا قد غيّروا اسمها من "أشباح أم علي" إلى "أشباح أبو علي"، وتم الاستغناء عن الممثلات، وكل ذلك من أجل أن تصبح المسرحية موائمة لعادات وتقاليد المجتمع السعودي.
ورغم أن من قامت بدور "أم علي" في النسخة الكويتية، هي الممثلة القديرة انتصار الشراح، المشهود لها بالمحافظة والرصانة والاحترام، إلا أن وجودها على خشبات المسرح في الرياض يعتبر من المحرمات التي يستحيل تجاوزها بالنسبة لمجتمعٍ لا يزال يتلمس طريقه في مجال المسرح الجماهيري.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يعالج فيها الفنانون الكويتيون مثل هذا الإشكال، فقد سبق أن عرضت في الرياض مسرحيتين كويتيتين وكلاهما عاشت نفس الظروف واضطر صنّاعها للاستغناء عن الممثلات من أجل الجمهور السعودي.
وهو ما حدث مع مسرحية "حاميها حراميها" للفنان الكوميدي طارق العلي حيث تم الاستغناء عن دور الفنانة هيا الشعيبي ودور الفنانة مي البلوشي.
ثم تكرر ذلك مع مسرحية "الحاسة السادسة" وهي مسرحية كويتية أكملت عامها الثالث وقدمت على مسرح مركز الملك فهد الثقافي بالرياض ولكن بنسخة جديدة استبعد فيها العنصر النسائي تمامًا وهو ما اضطر منتج وبطل المسرحية الفنان الكويتي عبد العزيز المسلم إلى تعديل خطوط القصة حيث تم تعديل دور الفنانة "مرام"وجعله مناسبًا للفنان الكويتي عبد الرحمن العقل الذي حل بديلا عنها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق