رقص ملتهب ودموع ساخنة في استقبال "نهاية" جاكسون بدبي

مع العرض الأول لفيلمه "هذه هي النهاية"
رقص ملتهب ودموع ساخنة في استقبال "نهاية" جاكسون بدبي
مشاهد فيلمه جاءت طبيعية تظهر الجانب الإنساني له بعيدا عن الأضواء

مشاهد فيلمه جاءت طبيعية تظهر الجانب الإنساني له بعيدا عن الأضواء
دبي - فاطمة سلامة

استقبل عشاق ملك البوب الراحل مايكل جاكسون العرض الأول لفيلمه "This is it.. هذه هي النهاية" بالرقص الملتهب والدموع الساخنة لدى عرضه الأول في صالات العرض بدبي مساء الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين الأول؛ حيث اصطف الجمهور من الجنسين قبل العرض بساعات، فيما اختار البعض الآخر التجمهر أمام الشاشة العملاقة التي تصدرت مدخل الصالة، لتعرض أهم أغاني مايكل المصورة، بينما اختار فريق ثالث من محبيه تحويل هذه اللحظات إلى احتفالية للرقص، فتمايلوا على أنغام رقصته الشهيرة "مون واك"، في وقت كانت الدموع قاسما مشتركا بين الجميع حزنا على الرحيل المفاجئ لمايكل.

في قاعة "ريل سينما" في مول دبي، كما في قاعات تمتد على مساحة 15 مدينة بمختلف أنحاء العالم كان مايكل جاكسون حاضرا، اعتلى الشاشة الذهبية ملكا للبوب، غنى ورقص، وأثلج قلوب محبيه، وأمتعهم كما لو كان بينهم. طيفه الحاضر في نغماته وأغانيه التي لم تغب منذ وفاته تكلل في الفيلم، باعثا السعادة في قلوب من اجتمعوا ليشاهدوا تحضيراته الأخيرة لجولة لم تبدأ.

حضر الجمهور قبل العرض بساعات، شبانا وشابات، فتيانا وفتيات، وحتى كبار السن كانوا هناك. بعضهم اصطف أمام السجادة الحمراء في انتظار بدء العرض الأول الخاص، فيما اختار البعض الآخر ممن كان عليهم انتظار العرض الثاني التجمهر أمام الشاشة العملاقة التي تصدرت مدخل الصالة لتعرض أهم وأجمل أغاني مايكل المصورة.

"هل بالإمكان أن نرقص معا؟"، عبارة كان مارك -12 عاما- سيقولها لملك البوب لو أنه التقاه شخصيا في الحفل، كما قال. مارك اللبناني الجنسية حضر إلى الحفل مع زميله في المدرسة كريم -12 عاما- وأخته ريا -8 أعوام-، وتفيض عيناه بالدموع عند الحديث عن مايكل. الفتى تربى على أنغام ملك البوب، يقول: "اعتدت أن أغني وأرقص للأصدقاء والعائلة، وفي إحدى المرات طلب مني أحدهم الرقص على أنغام مايكل، يومها أحببت نغماته، وبدأت في التعلق به".

مارك الذي كان في لبنان أثناء وفاة ملك البوب لا يتردد في طلب محاكمة طبيبه متهما إياه بقتله عمدا: "لا بد من معاقبته، هو يستحق حكما"، مشددا على أنه تسبب في موته.

ولا تختلف تعبيرات كريم عن زميله مارك. يقول: "لا أحد كمايكل، هو ملك البوب، وسيبقى دائما النجم، ولا أحد سيعوض غيابه، أتمنى لو أنه اليوم كان هنا لنرقص معا ونستمتع، لكن الموت أقوى منا وليس أمامنا اليوم سوى الاحتفال بما تركه لنا".

صفعة الموت

كريستين تشلير -12 عاما- حضرت إلى الحفل مع أختها أوردي -27 عاما- واختارت أن تتوجه إلى مايكل بالشكر، لافتة إلى أن "موسيقاه ساعدت العالم ليتغير، وأسهمت في علاج الكثير من أمراضه". وتؤكد الفتاة أنها ممن تربوا على موسيقاه، وأن أختها كانت وراء معرفتها له، لكنها تقف عند الموت المفاجئ لتصفه بالصفعة الموجهة إلى وجوه محبيه، مشيرة إلى أن الدموع لم تفارقها منذ تلك اللحظة في كل مرة تسمعه.

"غادرتنا باكرا"، عبارة تقولها أوردي الأخت الكبرى، فيما تعبر عن سعادتها بوجودها في دبي لحضور الحفل، خاصة وأن العرض لن يقدم في بلدها الأم (الفلبين) حيث تقيم. وتضيف: "لا يستطيع أحد تخطي نجوميتك، ستكون أنت ملك البوب دائما وأبدا".

السفر لأجل مايكل

فريد عبد القادر البوسعيدي القادم من سلطنة عمان جاء مع مجموعة من القريبات خصيصا لحضور الحفل، ويعلق على غياب ملك البوب بالقول: "ليس وقته، ما زال أمامه الكثير ليقدمه، الموت خطفه بلحظة مفاجئة".

هكذا لا يرى الشاب العربي حدودا لعطاء مايكل، لذا يأتي تعليقه بأن الجميع ظن أن مايكل قدم ما لديه، واعتلى عرش النجومية، غير أن موته يؤكد أن مسيرته لم تبدأ فعلا إلا عقب موته.

أما فاطمة عبد القادر البوسعيدي فتؤكد أن حضورهم من السلطنة ما هو إلا القليل مقابل عشقها لملك البوب. الشابة التي سبق لها أن حضرت حفلا حيا لملك البوب تشكر الله تعالى على أنها نالت تلك الفرصة، وتتمنى لو أن القدر سمح لها بتكرار التجربة.

وإلى جانب فاطمة تقف قريباتها ريا البوسعيدي وفاطمة البرواني ولمياء الجندلي، وجميعهن فضلن السفر إلى دبي لحضور الحفل. السؤال المباشر عن مايكل يظهر حجم التعلق بهذا الفنان، خاصة وأنهن متفقات على عبارة واحدة: "مايكل.. ما زلت النجم، ولن يعوض مكانتك أحد".

"لن يغيب النجم عن قلوب محبيه، سيبقى معنا دائما".. عبارة صدحت في مدخل الصالة وسط ارتفاع الأصوات والتحيات، لكن في الداخل وفي أثناء العرض ران صمت غريب، كأن مايكل يموت ويدفن اليوم.. تقطعه في أوقات قليلة ومتفرقة صرخات "نحبك يا مايكل"، فيما اغرورقت عيون معظم الحاضرين بالدموع. الشبان والشابات والكثير ممن تعدوا سن الأربعين حضروا واستمعوا لمايكل، وغنوا معه بصمت.. تشاركوا الحزن، وأطلقوا عبارات المحبة لأحد أشهر نجوم الغناء.

الفيلم.. والعرض

"This is it" قدم لمحة عن مسيرة تحضيرات لسلسلة حفلات كان من المفترض أن يقوم بها مايكل لولا أن الموت فاجأه، غير أن أهم ما في الفيلم أن مشاهده جاءت طبيعية تظهر الجانب الإنساني لمايكل بعيدا عن الأضواء، وتبين كيفية تعاطيه الراقي مع فريق عمله وحبه وتفانيه للفن، فيما تخلل الفيلم بعض شهادات العاملين معه.

الفيلم قُدم في ثمانية عروض بالحفل الافتتاحي لسينما ريل في مول دبي، وكانت عملية الحجز في غاية الصعوبة، نظرا لتعذر إيجاد بطاقات للحفلات الأولى بسبب نفادها السريع.

وكانت أورشي ليبوسكي، مديرة العلامة التجارية لـ(SPRI)، أكدت لـ"mbc.net" بيع أكثر من 2400 تذكرة دخول للفيلم في دبي حتى 27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لافتة إلى أن الإعلان عن بدء البيع تم منذ ما يقارب الأسبوعين، ما أمطر مكاتبهم بالاتصالات الاستيضاحية عن أماكن الحجز وتوافر البطاقات.

يُذكر أن عروض الفيلم انطلقت عند الثامنة من مساء الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين الأول في دبي بصالات العرض التابعة لكل من ريل سينما، وسينما ستار، وجراند سينما، وبرايم سينما، علما بأن عروض الفيلم تستمر أسبوعين فقط، وقد انطلقت في التوقيت عينه بكل من: مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان، والكويت، والبحرين، وقطر، وعمان. وكان الآلاف من عشاق ملك البوب الراحل استقبلوا الفيلم الوثائقي عنه بالتصفيق والدموع في العديد من مدن العالم، وخاصة في لوس أنجلوس، وبرلين، ونيويورك، وبكين، ومدن أخرى، وشارك العديد من المشاهير في العرض الأول للفيلم في "مركز نوكيا" بلوس أنجلوس، ومن بينهم: جينيفر لوبيز، وبولا عبدول، وويلي سميث، وبيري جوردي، بالإضافة إلى أشقاء جاكسون، جيرمين، ومارلون، وتيتو، وجاكي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
//