كان الحل الوحيد أمام الفنان المصري "خالد النبوي" هو أن يحذف اسمه من تترات فيلم "الديلر".. لم يقل السبب، ولكن من الممكن أن تدرك ببساطة السبب؛ وهو أن "أحمد السقا" من المؤكد سوف يسبقه في التترات.
بالطبع فإن النجوم عادة ما يحرصون عند توقيع عقودهم على كتابة التفاصيل التي تحميهم أدبيًا وماديًا.
ومنطق الأمور يؤكد أن "خالد النبوي" لم يضع مثلاً شرطا لكي يكتب اسمه قبل "السقا" مستحيل أن يحدث هذا ويوافق "السقا"، لكنه حسبها قبل عرض الفيلم وليس عند توقيع العقد.
واكتشف النبوي أن حذف اسمه من التترات جاء لصالحه حتى لا يأتي تاليًا للسقا، خاصةً وأننا في مهرجان "كان" السينمائي الدولي في هذه الدورة التي تحمل رقم 63 وتفتتح يوم 12 مايو/أيار الجاري سنكتشف أن "خالد" الفنان المصري الوحيد الذي يشارك في فيلم أمريكي يعرض في المسابقة الرسمية وهو "لعبة العدالة" إخراج "دوج ليمان" وبطولة "ناعومي واتس" و "شون بن".
ومن المؤكد أن الدور صغير الحجم، ولكن هذا لا يعني أن "خالد النبوي" لن يصعد على السجادة الحمراء مع نجوم الفيلم والمخرج أمام قصر المهرجان لتلتقط صورته مئات الفضائيات.
أتصور أن "خالد" حسبها على هذا النحو، لكنه لا يستطيع أن يعلن ذلك مباشرة.. رغم أن نجمًا عالميًا بالمعنى الصحيح لكلمة العالمية وهو "عمر الشريف" والتي تعني أن الممثل مطلوب في الأفلام الأجنبية الكبرى ليس لأنه ينطق العربية مثلاً ولكن لأن اسمه له توزيع في مختلف دول العالم.
وهذا لا ينطبق سوى على "عمر الشريف".
مثلاً "غسان مسعود" في فيلم ريدلي سكوت "مملكة الجنة" كان يلعب دورًا رئيسًا وهو "صلاح الدين الأيوبي"، بينما "خالد النبوي" يلعب دورًا هامشيًا بجواره، ورغم ذلك فإن الفنان السوري "غسان مسعود" لا يمكن أن نعتبره فنانًا عالميًا؛ فهو لا يزال فنانًا عربيًا شارك في فيلم عالمي مثل "خالد" تمامًا!!
"خالد النبوي" لم يتعلم منهج "عمر الشريف" في التعامل مع السينما المصرية، ولو راجعت فيلم "حسن ومرقص" سنجد أن التترات تضع اسم "عادل إمام" سابقًا لعمر الشريف.. عندما سألت "عمر" كيف قبل ذلك قال لي لن تفرق معي، ولكنها سوف تفرق مع "عادل"، ولهذا أنا طلبت أن يسبقني هو في التترات، لأنني كنت أعلم أنها سوف تفرق معه جدًا وترضيه!.
"محمود ياسين" تعامل مع "أحمد السقا" بنفس المنطق في فيلم "الجزيرة"؛ حيث وافق على أن يسبقه "السقا" في التترات ويضع صورته على الأفيش بحجم أكبر، وقال "محمود ياسين" هذا هو زمنهم وهذا هو جمهورهم وليس جمهوري.
حتى إنه عندما تعامل مع فنان في بداية النجومية مثل "آسر ياسين" في فيلم "الوعد" احتل "آسر" المساحة الأكبر على الأفيش.
"محمود ياسين" يتذكر أنه في فيلم "أين عقلي" سبق اسم "رشدي أباظة" على التترات، وعندما اعترض على ذلك نهره "رشدي" أمام الجميع مؤكدًا أن هذا هو حقه الطبيعي.
بينما "محمود عبد العزيز" اشترك في فيلم "إبراهيم الأبيض" مع "أحمد السقا"، واشترط التوازن الشديد في كل شيء حتى في أفيشات الفيلم، كان هناك أكثر من أفيش منفردًا لإرضائه، لكنه أعلن غضبه بعد ذلك ليس بسبب الأفيش أو التترات، ولكن بسبب تدخلات "السقا" في المونتاج؛ حيث حذف على حد قوله العديد من مشاهده!.
كتابة أسماء النجوم على التترات تاريخيًا أدت للكثير من المشكلات وأحيانًا تحول دون لقاء الفنانين عندما يشترط كل منهما أن يسبق الآخر.. بينما القاعدة هي أن صاحب الأجر الأعلى من حقه أن يسبق الآخر، وهذه القاعدة أول من وضعها وطبقها هو "نور الشريف" وذلك منذ الثمانينيات على اعتبار أن الأجر الأعلى يعني أن شركة الإنتاج ترى في الاسم قدرة على التسويق للعمل الفني وقوة جذب أكثر للجمهور.
وهكذا عندما شارك "نور" "أحمد عز" في فيلم "مسجون ترانزيت" لم يعترض على أن يسبقه "عز" في التترات".
بالطبع الأمر يختلف مع الأجيال المتقاربة عمريًا.. "خالد النبوي" من جيل أسبق من "السقا" وعرف البطولة على الأقل قبله بعشر سنوات في مطلع التسعينيات مع مخرجين بحجم أبو سيف "المواطن مصري" ويوسف شاهين "المهاجر".
"السقا" بدأ رحلة البطولة بعدها مع "شورت وفانلة وكاب".. ولكن "خالد" لم يستطع أن يتحول إلى نجم جماهيري، حتى الآن دائرة نجوميته وقدرته على الجذب محدودة جدًا جدًا، بينما "السقا" نجم جماهيري بكل المقاييس.
وهكذا فهو مثلاً لا يضع شروطًا مسبقة لصورته على الأفيش واسمه في التترات؛ لأن شركة الإنتاج هي التي تشترط ذلك وتضمن له ذلك، ولكن القاعدة أثبتت أن الناس لا يعنيها كثيرًا من يسبق من على التترات؛ المهم من يسبق من في التمثيل على الشريط السينمائي، وهذا هو السباق الحقيقي الذي ستعرف نتيجته عندما يعرض "الديلر" بعد نحو أسبوعين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق