معتز بالله عبد الفتاح
الرجل وضع أمامنا عدة مبادرات تستحق أن تناقش بالجدية الكافية بما يتناسب مع قيمته كفرد ومع الجماعة التى ينتمى إليها ومع التيار السياسى الذى يمثله. وسأحاول أن أصوغ كلامه بأكبر قدر ممكن من الحرص على المفردات التى استخدمها هو، وأرجو أن يناقش هذا الكلام من قبل القوى السياسية المختلفة.
أولا ــ جاء على لسان المهندس خيرت: «المرجعية الإسلامية تعطى الحق للمسيحيين فى أن تكون الشريعة المسيحية مرجعية لهم فى كل شىء وليس فيما يخص الأحوال الشخصية فقط، لأن الأصل عند المسلمين «وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه». وعليه يقول خيرت الشاطر إنه لا يمانع بوجود «مادة ثالثة تقول إن المسيحية مرجعية رسمية للمسيحيين». ورغما عن تحفظى على الفكرة بهذه الصيغة، لكن هناك توافقا على مبدأ المواطنة واحترام حقوق المسيحيين كشركاء فى الوطن.
ثانيا ــ هو يؤكد أن «الأمة مصدر السلطات فى النظام الإسلامى لأنها بالفعل هى مصدر السلطة التشريعية التى تحدد نحو 93 بالمائة من حياتنا، فمثلا إذا جاء أحد هؤلاء العلماء فى السياسة»، وقال لى إن الشعب المصرى لا يصلح معه إلا الحاكم المستبد العادل سأقول له «يفتح الله» لأن ذلك يخالف قاعدة كلية فى الإسلام.» إذن نحن متفقون على الديمقراطية.
ثالثا ــ بشأن الترشح للانتخابات، قال: «إننا لا نستطيع أن نغمض أعيننا عن سيناريو الجزائر أو غزة عندما وصل الإسلاميون للحكم بشكل سريع فانقلبت المؤسسة العسكرية على الإسلاميين، وانقلب الغرب على الشعب الغزاوى وفرض عليه الحصار بسبب وصول حماس للسلطة، وأنا فى هذه المرحلة لا يمكن أن أقرأ رد فعل الغرب بشكل مضبوط، فى حالة وصولى للحكم فهناك تخوف منا». كما أشار بوضوح إلى ارتياح المجلس العسكرى وقوى سياسية أخرى لعدم ترشيح الإخوان لمرشحين فى أغلب مقاعد البرلمان والانتخابات الرئاسية.
إذن هذه محاولة للتوافق وتجنيب البلاد ما لاقته دول أخرى من تحديات خارجية وداخلية أنهت تجربتها الديمقراطية.
رابعا ــ بشأن فكرة القائمة الموحدة فى الانتخابات، يدرك خيرت الشاطر أن الانتخابات القادمة هى التى ستفرز اللجنة التى ستضع دستور البلاد وعليه يقول: «نحن الآن فى مرحلة حرجة ونقول لباقى القوى إذا كانت المشكلة أن بعضكم يقول إنه ضعيف وليس لديه الاستعداد الكافى فدعونا نتفق كلنا أو جزء كبير منا وندخل على العملية الانتخابية بقائمة موحدة وبشكل يضمن عدم رجوع جماعات المصالح» التى أفسدت الحياة السياسية من قبل.
هذا كلام توافقى يتناسب مع تحديات المرحلة من وجهة نظرى. والسؤال الآن: هل سيكون هناك من يتفاعل معه بإيجابية ويطرح على نفس الدرجة من التوافق؛ أم سنكتفى بالشجب والاستنكار والإدانة؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق