تجاوزت المطربة وردة الجزائرية وعكة صحية طارئة تعرضت قبيل الصعود إلى خشبة المسرح لإحياء حفلها بمهرجان قرطاج الدولي في دورته الخامسة والأربعين، لتشدو بعد غياب استمر قرابة عشرين سنة أمام نحو 15 ألفا من عشاقها.
وقال المنظمون إن "المطربة الجزائرية نقلت إلى المستشفى الثلاثاء عشية إحيائها حفل قرطاج أثر إصابتها بوعكة صحية خفيفة نتيجة الحرارة الشديدة التي تجتاح تونس هذه الأيام وأعباء السفر"، مضيفين في الوقت نفسه أن "حالتها لا تدعو إلى القلق".
واستهلت الفرقة الموسيقية المصاحبة للمطربة الجزائرية والمؤلفة من 26 عازفا بقيادة المايسترو ماجد سرور الحفل، بمعزوفة بعنوان "وردة الورود"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وغنت وردة، على مدى ساعتين، باقة من أهم الأغاني التي صنعت نجاحها، "في يوم وليلة" و"أنا إلى بينكم هنا" و"أكذب عليك" و"أنا مالي"، كما أهدت الجمهور التونسي مجموعة من الأعمال الفنية التي رددها مع المغنية.
ولاحظ الجمهور أن وردة غنت بصوت أقل قوة من المعتاد، غير أن ذلك لم يحل دون تفاعل الحضور مع أغنية "بتونس بيك" و"حرمت أحبك" و"بودعك" التي يحفظها عن ظهر قلب.
وقالت وردة الجزائرية، في مؤتمر صحفي قبل الحفل "صحيح أن صوتي لم يعد كالسابق زي الصاروخ نتيجة تقدمي في السن وخضوعي لثلاث عمليات جراحية، لكن لا تزال طاقاتي الصوتية لديها ما تقول".
وأضافت "لا أستطيع العيش دون الغناء"، كما اعتبرت وردة -التي قاربت عتبة السبعين سنة- نفسها "محظوظة" لأنها "أحيطت بعناية كبيرة من رجال السياسة طيلة مسيرتها الفنية، ما فسح لها المجال للتعرف على عمالقة الفن العربي على غرار أم كلثوم والمطربة اللبنانية فيروز".
وتأتي مشاركة الفنانة وردة الجزائرية عبر فعاليات مهرجان قرطاج بعد مرور بضعة أسابيع فقط على مشاركتها في حفل افتتاح المهرجان الثقافي الإفريقي بالجزائر.
وكانت وردة وقعت مؤخرا عقدا مع شركة روتانا التي أبرمت في 2004 اتفاقا مع إدارة مهرجان قرطاج قدم بموجبه العديد من فنانيها سهرات على مسرحه العريق.
ووردة الجزائرية -التي بدأت مسيرتها الفنية في الحي اللاتيني في العاصمة الفرنسية، وهي من أب جزائري وأم لبنانية- من المطربات العربيات اللواتي تجاوزن حدود اللهجات والأنماط الموسيقية.
وقد ذاع صيتها بفضل جمال صوتها ما دفع بكبار الملحنين العرب من بينهم محمد عبد الوهاب وزوجها السابق الراحل بليغ حمدي للتلحين لها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق