تقرير يكشف رفض طنطاوي تنفيذ أوامر مبارك لقائد سلاح الجو بإرهاب المتظاهرين بالطائرات



صباح يوم التنحي.. اتصال مقتضب من مبارك لطنطاوي: شيلها


في الحادية عشرة والثلث من صباح الجمعة 11 فبراير تلقى المشير محمد حسين طنطاوي - رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة - اتصالاً تليفونيًا مقتضبًا من الرئيس السابق حسني مبارك.. خلال الاتصال قال مبارك كلمة واحدة هي "شيلها" ثم أغلق الخط.
تم هذا الاتصال بعد قطيعة استمرت عشرة أيام، فقد كان اللقاء الأخير بين طنطاوي ومبارك يوم 1 فبراير، ويومها اتصل زكريا عزمي - رئيس ديوان الجمهورية السابق - بمكتب المشير ورئيس الأركان طالبًا حضورهما مساءً، وشارك في الاجتماع الذي ضمهما مع مبارك كل من عمر سليمان - نائب رئيس الجمهورية وقتها - وأحمد شفيق  - رئيس الوزراء -، وفيه بدا مبارك غاضبًا للغاية من بيان القوات المسلحة الذي تحدث عن مشروعية مطالب المتظاهرين.
وخلاله - كما يؤكد الدكتور محمد الباز في تقرير بجريدة "الفجر" - سأل مبارك طنطاوي عن سبب إصدار البيان، فقال له إنه يعكس موقف القوات المسلحة من رفض استخدام العنف ضد المتظاهرين.. وحينها قال مبارك: إن ذلك يشجع المتظاهرين ويرفع سقف مطالبهم ولم يكن ينبغي إصداره قبل التشاور مع رئيس الجمهورية.. وبدأ سامي عنان الكلام محملاً النظام السياسي مسؤولية ماوصلت إليه أوضاع البلاد، وأن الناس لم يجدوا من يسمع صوتهم أو يلبي مطالبهم.
يومها طال الاجتماع لدرجة اعتقد معها أعضاء المجلس العسكري أن طنطاوي وعنان تم اعتقالهما وبدأت الاستعدادات لمواجهة هذا الاحتمال.
قبلها بيوم واحد كان هناك اجتماع بين مبارك وعمر سليمان وطنطاوي وشفيق، وبعده مباشرة قال طنطاوي لمساعديه إن جمال وشلة المنتفعين لا ينقلون الصورة على حقيقتها ولا يزالون يصرون على أن ما يجري مجرد "أعمال شغب".
أما بذور الشقاق بين مبارك والمشير، فقد بدأت صباح الأحد 30 يناير في غرفة عمليات تقع تحت جبل المقطم.. وصل الرئيس السابق في سيارة مصفحة ولم يخبر طنطاوي بقدومه إلا قبلها بدقائق وكان معه ابنه جمال مبارك، لم يستغرق اللقاء سوى 10 دقائق، حيث طلب إطلاعه على الموقف الميداني، وقبل أن ينصرف طلب من قائد السلاح الجوي تنفيذ الخطة "إرادة" وهي خطة تقوم على استخدام سلاح الجو في تهديد المتظاهرين، لكن المشير اعترض خوفًا من فداحة الخسائر وطلب من الرئيس أن ينتظر قليلاً لمعرفة ما ستسفر عنه الأحداث.
أما في اللقاء الأول بين الرجلين بعد الثورة، والذي تم منتصف ليلة 28 - 29 يناير، فقد عرض مبارك على طنطاوي أن يكون نائبًا للرئيس بحجة أنه ليس من المناسب أن يتولى منصب نائب رئيس وزراء ووزير دفاع مع رئيس وزراء أقل منه رتبة - الفريق أحمد شفيق - ورفض طنطاوي العرض، فعرض عليه أن يشكل هو الحكومة فواصل الرفض، فحاول مبارك إثناءه عن رفضه قائلاً: لو حدث خلاف بينك وبين شفيق فسأنحاز له.. لكن طنطاوي لم يتأثر.. وبعد انصرافه من الرئاسة اتصل طنطاوي بزكريا عزمي قائلاً له: اصرفوا نظر عن حكاية نائب رئيس وزراء.. كفاية وزير دفاع
نقلا عن تقرير بجريدة الفجر للكاتب الصحفي : محمد الباز

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
//