العشاق يضعون الأقفال على جسر فرنسي لتأكيد أبدية الحب


العشاق يضعون الأقفال على جسر فرنسي لتأكيد أبدية الحب
 باريس (د ب أ) – اكتشف العشاق من جميع أنحاء العالم مكانا في باريس يضعون فيه قفلا كرمز لاستمرار علاقة الحب وأبديتها.
Love France
وأصبح جسر بونت ديزارت الذي يعبر نهر السين مكانا خاصا يضع فيه الأزواج من المحبين بشكل رمزي قفلا على سياج معدني بالجسر ويغلقونه ثم يلقون بمفتاحه في مياه النهر من فوق جانب الجسر، ومما يثير السخرية أن الاختفاء الغامض الذي حدث مؤخرا لهذه الأقفال أدى إلى زيادة معدلات تنفيذ هذا التقليد.
وتثني السيدة ليتيشيا نوبريجا ذراعها بحركة مهمة لتلقي بالمفتاح الذي يطير لثوان في الهواء ليسقط على صفحة نهر السين ثم يغطس محدثا صوت السقوط في الماء.

وتقول نوبريجا وهي من البرازيل وتبلغ من العمر 22 عاما إن القفل الذي ربطته بسياج الجسر هو من أجل الاحتفاظ بصديقها ريكاردو، وتشارك نوبريجا في هذ التقليد الجديد الذي يمارس فوق جسر بونت ديزارت في المنطقة الواقعة بين متحف اللوفر وكاتدرائية سان جيرمان، وتضيف إنها سجلت اسمها واسم صديقها على القفل ثم ثبتته على قضيب معدني على الجسر وأغلقته وألقت بمفتاحه في الماء.

وهذا الطقس من الطقوس  تتم ممارسته في عدة مدن في مختلف أنحاء العالم ولكنه معروف جيدا في القارة الأوروبية، ويمكن العثور على ما يعرف باسم قفل الحب على جسور في روما وموسكو وبراج وكولونيا وفلورنسا هذا إذا ذكرنا مجموعة صغيرة من المدن، وبدأت ممارسة الطقس في مدينة بيكس المجرية وفقا لما هو منشور في موسوعة ويكيبيديا الإليكترونية.

واحتضنت العاصمة الفرنسية باريس المعروف عنها أنها مدينة رومانسية أقفال الحب بحماس حيث انتشر هذا الطقس، وتحول الجسر الفرنسي المخصص للمشاة العابر لنهر السين إلى معلم جذب سياحي جديد حيث أصبح يحفل بمئات من مختلف أنواع الأقفال اعتبارا من الأقفال الروسية الثقيلة التي تستخدم في إغلاق البوابات إلى الأقفال الصغيرة للغاية التي تستخدم لإغلاق الحقائب التي تحمل على الظهر، ويشعر الزوار بفرحة غامرة وهم يتسابقون لالتقاط الصور التذكارية لما تركه زوار آخرون وراء ظهورهم.

وهذا بالضبط ما حدث في حالة السيدة البرازيلية نوبريجا، فقد بدأت في التقاط الصور الفوتوغرافية في غضون دقائق من وضع قفل الحب الخاص بها بجوار الأقفال التي وضعتها صديقاتها، ويقول مرشد سياحي بريطاني عبر المكان إن العشاق الأذكياء يستخدمون قفلا مركبا، ويشرح المرشد لمجموعة من الزوار المراهقين الذين كانوا يضحكون بصوت نصف مكتوم بسخرية قائلا إن هذا النوع من الأقفال يمكن ” إعادة تدويره” إذا ما تم اكتشاف أن العلاقة الأولى ليست ” حبا أبديا “، وتبدو مجموعة من هذه الأقفال معلقة على السياج المعدني للجسر.

وبينما كانت الأجيال السابقة من العشاق تحفر الحروف الأولى من أسمائها على لحاء الشجر تخليدا لقصة الحب تواجه الأجيال الجديدة من العشاق تحديا بالقيام بحفر أسمائهم على القفل المعدني، وأحد الأمثلة التي تحفر على الأقفال شفاه في قبلات استخدم في حفرها أزميل بشكل دقيق بينما يتم تزيين أقفال أخرى بباقات من الزهور الزاهية، كما يمكن رؤية أسماء العشاق محفورة على الأقفال ومدون تحتها أسماء المدن التي جاءوا منها إلى جانب عبارات سريعة تعبر عن وعود باستمرار حالة الحب دونت بطلاء الأظافر.

ويرجع تاريخ معظم أقفال الحب إلى العام الحالي 2010، والسبب في أن معظم الأقفال التي يمكن رؤيتها تكون جديدة يرجع إلى اختفاء نحو 2000 من هذه الأقفال بعد نزعها من السياج المعدني بالجسر في أوائل العام الحالي، ولا يعلم أحد بالتحديد من يقف وراء هذا الاختفاء، وقد أكد مجلس مدينة باريس للجمهور أنه ليست هناك أية علاقة للمسئولين بالمدينة بحادث الاختفاء، وكان المجلس قبل وقت قصير من عملية الاختفاء قد انتقد ظاهرة وضع الأقفال الرمزية على الجسر باعتبارها تنتهك قانون المحافظة على المواقع التاريخية بالمدينة.

وتقول أوروري بياسيني التي تتجول يوميا فوق الجسر بصحبة كلبها إن عدد أقفال الحب تزايد بشكل فلكي على الجسر عقب واقعة الاختفاء كما لو كان الناس يحتجون بطريقتهم الخاصة ضد عملية الاختفاء.

ويعرب الفنان ميشيل موريس الذي قام لسنوات بطلاء الجسر عن اعتقاده بأن باعة الخردة هم الذين قاموا بسرقة الأقفال أثناء الليل

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
//