هل تعلمون أن الطريقة التي تتحدث بها تكشف خفايا شخصيتك؟
نعم إنها حقيقة، كما أنها تعبر وبكل دقة عن مكنونات نفسك، وما يدور بداخلك من أفكار، وهي تظهر مدى حبك أو غضبك أو عطفك، كما أنها تظهر الحقد، فنبرة صوتك بمثابة «التيرمومتر» الذي يقيس انفعالاتك الداخلية، كيف ذلك؟
إذا كنا نعتبر أن (العين مغرفة الكلام) فإن خبراء السلوك يعتبرون أن كلام شخص ما ينم عن شخصيته، ويعتبرون حديثه دلالة على الصفات والسلوكيات التي يتمتع بها. و فكرة تحديد الشخصية عن طريق مراقبة نبرات الصوت قديمة، فالفيلسوف اليوناني الشهير سقراط قال: (تكلم حتى أراك) وطبعاً يقصد سقراط رؤية دواخل الشخص وليس جسمه، في إشارة منه إلى أن الكلام أبلغ السبل في التعرف على الشخصية.أما العرب فيقولون (الكلام من صفات المتكلم) وهم بذلك اكتشفوا أن الكلام يدل على شخصية المتكلم قبل الأبحاث المعاصرة بعدة قرون. في العامية هناك أمثال تؤكد صون اللسان من اللغو في الكلام بل يشبهونه بالحصان فيقولون (لسانك حصانك، إن صنته صانك وإن خنته خانك).
استطاع علماء النفس أن يحددوا نبرات الإنسان ونوعية صوته، ووضعوا كل نوعية في خانة محددة، وكل خانة تعكس شخصية معينة هي التي يحملها صاحب هذه النبرة أو النوعية، موضحين أننا نتكلم في المفيد وغير المفيد، وكلنا نتحكم بنبرات أصواتنا، حتى تكون كل نبرة رسالة للمستمع، والمتلقي يفهم من خلالها المقصود من الكلام الذي يسمعه، فنبرة التهديد والوعيد للعدو على سبيل المثال تختلف عن تلك التي نستخدمها عندما نتحدث مع صديق، وهكذا في مختلف المناسبات والظروف.
لذا تناولت الدراسات النفسية في علم الصوتيات تحليل الشخصية من خلال نبرات الصوت، الذي يعبر غالباً عن شخصية صاحبه، لذلك عليكِ قبل التحدث معرفة أن صوتك العالي أو الهامس أو حتى المتقطع سيكشفك أمام من يستمع لكِ.
صوتك وقلوب الآخرين
صوتك وقلوب الآخرين
حيث أوضح أن الصوت هو «تيرمومتر» حقيقي للمشاعر والانفعالات الداخلية، وأن الأصوات التي تحمل نبرة صدق أو مشاعر دافئة، يمكنها أن تنفذ سريعاً إلى قلوب الآخرين، كما يمكنها التأثير في المتلقي بدرجة كبيرة قد تفوق أحياناً التواصل بالعين أو بالاتصال المباشر، حيث أن لكل نبرة صوت مدلولاً خاصاً يعبرعن صاحبها كالتالي:
السريع: إذا كنتِ تتكلمين بسرعة، فأنت عديمة الصبر، وتفتقدين الشعور بالأمان والثقة بالنفس.
الطفولي: إذا كنتِ تتميزين بحدة النبرات فهذا يدل على أن شخصيتك غير ناضجة، وما زلت تحتفظين بالكثير من صفات البراءة التي تلازمك منذ الطفولة.
الحاد: يعبّر عن شخصية تتميز بالحدة وعدم الارتياح للتعامل مع الآخرين وعدم تحمل المسؤولية.
الناعم السلس: من تملك صوتاً ناعماً، فهي شخصية قادرة على التعبير عن نفسها بصوت يألفه الآخرون، كما أنها تنعم براحة نفسية، لكنها عصبية أحياناً.
العالي: هذا الصوت يؤكد أن صاحبته تسمع جيداً، لكنها لا تملك القدرة على التركيز ولا تعي ما تسمعه، لأنها تعاني من مشكلة نفسية أو اهتزازات في بناء الشخصية قد تتمثل في الغرور أو محاولة لجذب انتباه الآخرين.
الممل بنبرة واحدة: هذا الصوت يشير إلى أن صاحبته، شخصية تعاني من الرتابة والملل وضيق الحياة أو تعاني من مشكلة ما.
اللباقة في الحديث:
يسمي خبراء السلوك اللباقة في الحديث مع الناس مفتاح الحياة ولكي يكون رأي الشخص مسموعاً من قبل من يخاطبهم عليه أن يكون محدثاً لبقاً ليستمتع بحديثه.وعن رقة الشخصية في الحديث الهادئ العميق فلا علاقة هنا لنبرات الصوت ارتفاعاً وانخفاضاً بل المهم طريقة الكلام وعمقه.
وعلى العكس يرى خبراء السلوك أن الصراخ والسباب والشتائم يلج إليها الإنسان الضعيف ليشعر بالقوة، حتى لو كان ذلك الشخص في موقع مسؤولية؟
وقد يصف الناس شخصاً أنه دبلوماسي في كلامه، وهي صفة حميدة، والكلام الدبلوماسي يعني انتقاء الكلام المناسب في الوقت المناسب وكذلك فإن الحديث مع جميع أنماط الشخصيات.
أما المراوغة في الحديث فذلك ليس من الدبلوماسية في شيء،والمراوغة فن قائم بذاته وقد يكون محموداً تارة ومذموماً تارة أخرى، حسب الموقف والموضوع مدار الحديث.
نشير أيضاً إلى سرعة الكلام أو بطئه، ويفضل دائماً الحديث الهادئ المتوسط بين السرعة والبطء، فالسعة تؤدي إلى عدم فهم جميع ما يقال، والبطء قد يؤدي إلى ملل السامع وخير الأمور الوسط، ومن المفيد أن نذكر هنا أن بعض الشعوب تتميز بسرعة الكلام، كبعض شعوب شمال أفريقيا، وشعوب تتميز بالبطء في الحديث، لبعض شعوب أوروباز
0 التعليقات:
إرسال تعليق