الشيخ كشك في محاكمة القذافي ...بقلم: فراج إسماعيل

فراج إسماعيل
سبحان الله.. لا يمضي يوم إلا وتظهر فضائح جديدة للقذافي وأسرته بينما هو مطارد لم ينفعه ماله ولا قوته ولا سلطانه كما حذره الشيخ عبدالحميد كشك عليه رحمة الله قبل أكثر من 30 سنة بعد أن عقد له محاكمة شهيرة في إحدى خطب الجمعة.آخر الفضائح.. الصور التي وجدها الثوار في كمبيوتر هنيبعل القذافي ونشرتها أمس بعض الصحف والمواقع العالمية، وتحتوي على مظاهر مزرية مع زوجته عارضة الأزياء اللبنانية السابقة إيلين سكاف داخل أحد قصور القذافي في طرابلس الغرب.المحاكمة الشهيرة التي تشمل تقريبا خطبة كاملة للشيخ كشك، أسمعها الآن فكأنه يخطب في لحظتي هذه، في يومي هذا، في ساعتي هذه، معلقا على ما جرى في ليبيا للقذافي.كان العقيد قد تهجم بلا داع أو مبرر في خطاب جماهيري على الفاروق عمر بن الخطاب ووصفه بالديكتاتور. ولهذا تخيل الشيخ كشك محكمة انعقدت لتحاكمه على ذلك. ويصف المحكمة قائلا: أنا الآن انتقل إلى إحدى المحاكم لأحاكم هذا الحاكم أما الحاكم. انتقل لأدير محكمة مشكلة من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رئيسا. ومن أبي بكر الصديق عضو يمين، ومن علي بن أبي طالب عضو يمين من الجهة الأخرى، ولا أقول عضو شمال فكلهم من أصحاب اليمين.جلس العقيد في قفص الاتهام، ونادى عليه بلال بصوته الرخيم فرد "موجود".. هي نفسها التي رددها حسني مبارك في فقصه حين نادى عليه رئيس المحكمة. في ساحة المحكمة كان يوجد الفاروق عمر.. تم إعلان الاتهام الموجهة إلى رجل غره شيطانه وشبابه و ماله فقال كلاما لم يقله الأعداء ولم يقله الكافرون عن عمر، إنما قاله المتأسلمون.. هكذا تحدث الشيخ كشك. ويضيف: فتحت الجلسة يا معمر، فإذا كنا نحاكمك في الدنيا فإن حكم الآخرة أشد. أن تقول هذا الكلام عن عمر فالذي يتولى جزاءك هو الله، فأي شيء في عمر يدعو إلى الديكتاتورية ونحن نعلم أن الديكتاتورية هي الاستبداد السياسي؟!.. أي معتقل وضعه عمر وراء القضبان.. لا أحد. كم سجينا وضعه عمر في الزنازين؟.. لا أحد. كم نفسا قتلها عمر؟.. لا أحد. كم درهما اختلسه عمر؟.. لا أحد. كم دينارا أنفقها عمر؟.. لا شيء من هذا كله.المأساة أن يصف هذا القزم من قال عنه الحبيب المصطفى "لو كان نبيا بعدي لكان عمر". وبلهجة صارمة محذرة من غضب الله وانتقامه يواصل الشيخ كشك: اسمع يا قذافي إذا غرك مالك فقد خسف الله الأرض بقارون وماله، وإذا غرك سلطانك فأن الله أغرق فرعون. إذا غرتك قوتك فانظر إلى قوة العزيز الجبار من فوقك. عمر حكم عشرة سنوات وستة شهور وثلاثة أيام ما نام خلالها ليلة إلا ودموع عينيه قد صنعت من خديه مجرى كمجرى الماء. لم يكن إذا مر بالرعية يركب عربة فارهة إنما كان يلبس ثويا ضم 70 رقعة مشكلة بألوان مختلفة.استمع الشيخ الراحل إلى شريط بصوت القذافي يخاطب بعض علماء المسلمين في ندوة عقدها معهم، مفسرا القرآن الكريم ومعتبرا نفسه فقهيا ومفكرا إسلاميا ومجددا. قال لهم العقيد وقد تقمص دور العالم: إن الله فرض الصلوات خمسا ولكنه لم يحدد لها وقتا، فلك الحق أن تصلي الظهر مع العشاء، والعصر مع الصبح. فعقب أحد العلماء: يا سيادة العقيد، ولكن النبي فصل أوقاتنا فجعل وقت الفجر يبدأ من طلوع الفجر إلى قبيل طلوع الشمس، وجعل وقت الظهر عندما تميل الشمس قليلا قبل أن يؤذن العصر، وجعل وقت العصر من هذا الوقت إلى إصفرار الشمس، وجعل وقت المغرب من غروب الشمس إلى غياب الشفق الأحمر. والنبي قال إن العشاء يبدأ وقتها من غياب الشفق الأحمر إلى أن يطلع الفجر. وقد نزل الأمين جبريل وصلي بالنبي في كل فرض مرتين، مرة في أول الوقت ومرة في آخر الوقت، إلا المغرب فإنه صلى به مرة واحدة، في أول الوقت.. انتهى كلام ذلك العالم الإسلامي.عقب العقيد القذافي: هذا الكلام أتيت به أنت من السنة وأنا لا أعترف بالسنة! ويتحدث الشيخ كشك عن موقف آخر للقذافي عندما راح يحتفل بمولد النبي في المسجد.. "أول ما دخل الجامع، هتف الشعب "الفاتح.. الفاتح".. يسمونه الفاتح. فماذا فتح؟.. لا أعرف. نساء تزغرد في الجامع ثم تكلم معمر متسائلا: من نبي هذا الأعرابي الذي يمدحه الناس. لا تقولوا سيدنا أبدا فليس لنا سيد إلا الله. كل ما حذر منه الشيخ كشك في المحاكمة يواجه القذافي في أيامنا هذه حكم الله عليه. العقيد الذي ظن أن سلطانه لن يهلك أبدا لا يجد زنقة أو شارعا أو دارا أو حراسة تحميه.. يتوارى كالجرذ.سبحان الله... أليس هذا درسا وعظة لكل حاكم أو من يفكر في الحكم؟..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
//